أيّام ضدّ جبهة فرونتكس
من ١٩ إلى ٢٢ مايو
يعتزم محرّكو خيوط العنصريّة الأوروبيّة عقد إجتماع في الواحد و العشرين من مايو ، بعاصمة بولندا وارصو،للإحتفال بالذّكرى العاشرة لتأْسيس واحدة من أعتى المنظّمات و أكثرها نفوذا . ألا و هي فرونتكس (فرونتكس هو إختصار لكلمتين فرنسيّتين و معناها الحدود الخارجيّة.إنّ هذه المنظّمة غير معروفة و ذلك لأنّها تتعمّد الوقوف للظلّ للتّعتيم على طبيعتها المألّفة من حرس الحدود و جهاز المخابرات و أهدافها المتمثّلة في نشر سياسة معادية للهجرة.كما أنّها تعتبر الهيئة التنفيذيّة للسّياسة االمعتمدة من قبل الإتّحاد الأوروبيّ، و تتمتّع بإستقلاليّة في إتّخاذ القرارات المتعلّقة بالسّياسة الخارجيّة، بالإضافة إلى ميزانيّة تتّسم بنموّ ملحوظٍ سنويا و غير خاضعة لأيّ رقابة٠تموّل هذه الأخيرة مشاريعا مستقبليّة تخريبيّة.نذكر منها على سبيل المثال مشروع النّظام الآليّ لدبّابات الإستشعار ذاتيّة القيادة المسمّى بمشروع “طالوس“و الذي ساهم فيه كلٌّ من جامعة وارصو للتّكنولوجيا ، صناعات الفضاء الإسرائيليّة و الكثير من التّعاونيّات العسكراتيّة.
إنّ إندماج التّعاونيّات السّالفة الذّكر يخوّل لفرونتكس التّنسيق مع الدّكتاتوريّات المجاورة (روسيا البيضاء،ليبيا،تونس،الجزائر) عبر تمويل و تقنين القمع المسلّط على الّاجئين بشكل سريّ في ما يعرف بمناطق العزل الآمنةٍ.تعمد هذه القوى إلى موقعة مخيّمات الّاجئين في بلدان جنوب العالم بعيدا عن أنظار الرّأي العامّ الأوروبيّ٠ إذ أنّ سياسة هذه المخيمات الّاإنسانيّة و المناهضة للهجرة تتسبّب في مقتل عددٍ مهولٍ من المهاجرين سنويّا؛ بين غارقين و ضحايا الجوع و تائهين في الصّحراء أو البحر أو منْ وقع تصفيتهم بشكل مباشر بواسطة الرّصاص الحيّ
إنّ الإقتصاد الكولنياليّ و الصّراعات الّتي يأجّجها بائعو الأسلحة و الكوارث البيئيّة الّتي يخلّفها الإتّحاد الأوروبيّ في سبيل مراكمة ثرواته و أخيرا الغزوات العسكرية التي تستهدف هذه البلدان تدفع الّاجئين بإتّجاه “النّعيم الأوروبيّ“، عبر الصّحاري و المحيطات و تجبرهم على تسليم مصائرهم إلى أيادي مافيات التّهريبلازال عدد الاّجئين في إرتفاعٍ مثيرٍ للقلق نظرا لتفاقم الأزمات خاصّة في بلدان “الرّبيع العربيّ” و أفغانستان و سوريا و أكرانيا مما لا يدع مجالا لتجاهل هذه الظّاهرة٠فالغرق الجماعيّ الّذي تشهده شواطئ إيطاليا و العنف الذي يمارسه حرس حدود سوْتا و مليلا على الّاجئين و الموت المتربّص بحقول إفروسْ الملغّمة والأسْلاك الشّائكة على الحدود البلغاريّة لا تعدّ سوى أمثلة بسيطةً من واقعٍ أقلّ ما يمكن وصفه بِتراجيديٍّ٠.
في السّنوات الأخيرة أدّى وقع هذه الأحداث و النّقد الّاذع الّذي وُجِّهَ ضدّ سياسة فرونتكس إلى بضع تغييرات٠كما حاولت تقديم نفسها للعالم كمنظّمة إنسانيّةٍ و جهاز مكافحٍ للمهرِّبين٠إلّا أنّ هذه المحاولات الفاشلة للتستّرعلى حقيقتها لم تجدي نفعا٠إذ بمجرّد النّظر في العمليّة البحرية الأخيرة حيث أصدرت هذه الأخيرة أمرا بمنع الطّواقم الإيطاليّة من إنقاذ الّاجئين خارج الحزام السّاحليّ حتّى يتبيّن لنا طبيعة توجّه هذه المنظّمة٠
أمّا بالنّسبة للنّاجين من رحلة الموت إلى أوروبّا فإنّ متاعب جمّة في إنتظارهم٠تتحول صفتهم بشكل آليّ إلى مهاجرين غير شرعيّين و يغدون هدفا سهلا للسّياسة المحليّة المعادية لهم. لايقع إستبعادهم بشكل كليّ من المجتمع بل يأخذون نصيبهم من الأعمال الشّاقة و التعنيف من طرف الشّرطة و الإيقاف في مراكز الحجز. و في هذا السّياق يجب الإشارة إلى أنّ ضروف المهاجرين الغير شرعيّين لا ترتقي إلى الحدّ الأدنى للمعايير لإنسانيّة المعترف بها من قبل دول أعضاء الإتّحاد الأوروبيّ٠و أيّ محاولة لجعل الإقامة قانونيّة لا يتعدّى كونه مراوغة بيروقراطيّة عادة ما ينتج عنه تجريم الّاجئ لما تتّسم به القوانين من طابع تعجيزيّ٠يخدم هذا الجهاز القائم على القمع و التّجريم مصالح إقتصاد الإتّحاد الأوروبيّ رغم أنّ إقتصاد جلّ المدن الأوروبيّة الكبرى تقوم على اليد العاملة المهاجرة٠ يتمّ إستضعاف هذه الأخيرة عبر تقوية الأعراف قانونياّ و تخفيض كلفتها٠في مثل هاته الضّروف يوقن المهاجرون أنّهم لا يستطيعون الإعتماد سوى على أنفسهم فيخوضون إضرابات جوع في مراكز الحجز و ينظّمون مسيرات إحتجاج و يحتلّون السّاحات و يقاومون عمليّات الإخلاء٠
نحن لا نقبل السّياسة اليورو عنصريّة وسنردّعلى أيّ إبتكار قمعيّ بدعم من القواعد الشعبيّة المناهضة للرّأسماليّة. سنطلق حملات تحذيريّة حول الإجراءات،خرائط تفاعليّة ، و الرفض التّضامنيّ لللإستظهار بالوثائق حتّى لمن يمتلكها ، وقد ساعدت هذه الطّريقة العديد من المهاجرين الشرعيّين على الهروب من شبكة المراقبة لفرونتكس و على الرّغم من إلقاء القبض على ١٩٠٠٠ شخص إلّا أن هذا دعوة لنا على تكثيف المقاومة في وارصو أين تتمركز فرونتكس٠مأخّرا شهدت المخيّمات البولنديّة موجة من إضرابات عن الطّعام و رغم محاولات القمع المتوحّشة إلّا أ نّ هذه الحركة ساعدت على تكوين تواصل بين السّجناء و جماعات الدّعم. بحيث تسرّبت معلومة الإضراب إلى جماعات الدّعم٠إحدى زعيمات هذا الإضراب“إيكاترينا لمُوندقافا” نشرت كتابا عن تجربتها بالتّعاون مع مجموعة “وارسو نول“٠
إعتادت “فرونتكس” عقد أيّام لقاء كل سنة بوارسو لتمنح لنفسها دفعة جديدة و تعزّز مكانتها٠ لكنّنا ندعوكم أن تهبّوا ليوم إحتجاجيّ ضدّ فرونتكس من ١٩ إلى ٢٢ مايو٠
نحن بإنتظاركم سننظّم إجتماعاتٍ و عروض و إحتجاجاتٍ .
نحن جماعة عمل صغيرة من وارسو ندعو جميع الرّاغبين في القيام بدور نشيط في تنظيم هذا الحدث إلى الوقوف جنبا لجنب من أجل تفكيك و إلغاء الحدود المفروضة علينا٠لنتحد ضدّ دولة المؤسّسات الفاشيّة بإسم تضامن دوليّ عمليّ و حقيقيّ. تعالوا إلى وارسو ١٩–٢٢ مايو لتعزيز الجبهة ضدّ فرونتكس٠
بالنّسبة لمن لا يستطيع القدوم إلى وارسو ؛ نقترح القيام بأيام لامركزيّة ضدّ فرونتكس ،شَهِّرُوا بها في كل مكان خلال ١٩ و ٢٢ ماي. سنترك لخيالك الّامحدود اُختيار الشكل التضامنيّ الّذي يناسب الضروف السياسية لمنطقتك٠
فلتسقط الحدود! عاش التّضامن الفعّال!
للمزيد من المعلومات زوروا موقعنا
Migracja.noblogs.org.contact :antyfrontex@riseup.net
إنّ سياسة الهجرة الّتي يعتمدها الإتّحاد الأوروبيّ و فرونتكس(وكالة تجاريّة تقوم بمراقبة الحدود داخل أوروبّا) تتسبّب في قتل عدد مهول من المهاجرين. لنناضل معا ضدّ هذه السياسة القمعيّة موعدنا ١٩–٢٢ مايو زوروا موقعنا